الإنسانية قبل الكرة.. مشجع صن داونز يعيد الوجه الآخر للملاعب ـ سعودي نيوز

قديماً قالوا «الإنسانية أخلاق وتصرّفات بشرية، وليست كلاماً ووعوداً كاذبة»، وفي عالم الساحرة المستديرة يجب أن تكون «الإنسانية قبل كرة القدم دائماً»، وقد يكون ذلك الأبرز في اللقطة التي خطفت الأنظار، عندما قام أحد مشجعى صن داونز الجنوب أفريقي، بإنقاذ مشجع الترجى التونسى من الموت والسقوط من المدرج الذى كان عالقاً به المشجع التونسي، خلال مباراة ذهاب ربع نهائى دورى أبطال أفريقيا، التي أقيمت على ملعب صن داونز فى لقطة فتحت معها ملف مواقف لا تُنسى فى عالم كرة القدم.

من فضلك لا تفعل ذلك لدىّ ثلاثة أطفال

اللقطة الإنسانية الجديدة بدأت بحكاية درامية، حيث اندلعت مواجهات عنيفة فى مباراة الترجى التونسى، وماميلودى صن داونز الجنوب أفريقى، بين الجماهير وقوات الأمن فى مدرجات ملعب لوفتس فيرسفيلد معقل فريق الضيف، ووسط عنف المواجهات ظهر مشجع تونسى على حافة السقوط من المدرج، ورغم صعوبة المشهد وخطورته لم يتردد مشجع صن داونز فى الذهاب له، محاولاً إنقاذه قبل السقوط من أعلى مدرج فى مشهد عظيم، تغلبت فيه مشاعر الإنسانية على تعصب وجنون كرة القدم.

«سيبونسيو ماسانجو» مشجع نادى صن داونز الجنوب أفريقى، يروى كواليس لقطته الشهيرة مع مشجع الترجى، ويقول «كان هناك تدافع كبير، جماهير الترجى أرادت الانتقال إلى الجهة الأخرى، وشاهدت الرجل معلقاً، ركضت وحاولت على الفور مساعدته، اعتقد فى البداية أننى لم أكن هناك لمساعدته، ظن أننى كنت هناك لدفعه لكى يسقط، وعندما أمسكت بيديه، بدأ يتوسّل إلىّ قائلاً: «من فضلك لا تفعل ذلك، لدىّ ثلاثة أطفال».

وأضاف البطل: «ظل التونسى يقول ذلك، وكان علىّ أن أطمئنه، وقلت له «لا لن أتركك تسقط، أنا هنا لمساعدتك»، بعدما كان يفقد قبضته على السور، أمسكت بساعده، وقلت له: سأسحب حقيبتك، حاول رفع ركبتيك، دعنا نحاول جعل ساقيك أقرب ما يمكن إلى الأعلى ويمكنك سحب نفسك.. حاولنا ذلك ثلاث أو أربع مرات وفى النهاية تمكنت من رفع ساقيه».

واختتم مشجع صن داونز: «الارتفاع كان خطيراً، نحو 30 متراً لو سقط كان سيموت أو يعيش بشلل، ما فعلته ليس عملاً بطولياً ولا أريد ذلك الوصف، كان واجب، يجب ألا أترك شخصاً كاد يفقد حياته، بعد إنقاذه بكينا معاً، لم يتوقف مشجّع الترجى عن شكرى، لقد أخذ حسابى ورقم هاتفى، وقال لى سأتصل بك عندما أصل إلى تونس».

مشهد الزمالك ونهضة بركان

المشهد الدرامى الجديد يعيد إلى الأذهان لقطات من هنا وهناك، تفوقت فيها الإنسانية على جنون كرة القدم، وأبرز تلك المشاهد لقطة مشهد نهائى الكونفيدرالية نسخة 2024، فرغم تأخر نهضة بركان المغربى فى النتيجة أمام الزمالك، فإن ياسين البحيرى، نجم وسط الفريق المغربى لم يُفكر فى خسارة اللقب، وكل ما تذكره فى لقطة إنسانية إنقاذ نبيل عماد «دونجا» لاعب الزمالك، من السقوط أرضاً على رأسه فى لقطة كان مهدّداً فيها دونجا، بالتعرّض لإصابة قوية، إلا أن مشهد البحيرى، نال استحسان الجميع.

ياسين البحيري ينقذ دونجا من السقوط 

موقف إنساني في الدوري الألماني

وشهد الدورى الألمانى موقفاً إنسانياً فريداً عندما أوقف الحكم ماتياس يولينبيك إحدى المباريات لإفساح المجال للاعب مسلم صائم للإفطار قبل مواصلة اللعب، وهو الأمر الذى لاقى استحسان الكثيرين، بينهم أيضاً المجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا، وحدث هذا الأمر لأول مرة فى ألمانيا، عندما أوقف حكم مباراة ماينز وأوجسبورج، المباراة قليلاً، من أجل أن يتمكن قائد فريق ماينز موسى نياكاتى من الإفطار بأشياء بسيطة مع موعد الأذان، حتى يكون قادراً على إكمال المباراة.

أشرف حكيمي مع والدته

من ضمن المشاهد الإنسانية التى لا تُنسى داخل المستطيل الأخضر، لقطة النجم المغربى أشرف حكيمى، مع والدته، لتأسر قلوب المغاربة ومتابعى البطولة حول العالم، حين شقّ زحام زملائه للوصول إلى والدته التى كانت تُشجعه فى المدرجات، وقام «حكيمي» بمعانقة أمه، بحرارة ألهبت مشاعر الجميع، بينما بادلته والدته العناق بقُبلة مفعمة بالفخر، لتنال صورتهما تقدير وإعجاب المغاربة، الذين كالوا المديح للاعب الحريص على البر بوالدته التى عانت وعملت فترات طويلة حتى يصبح نجلها نجماً فى كرة القدم.